الجمعة، 31 مايو 2013

القائد .

كان من المحاربين القدامي ... قالوا هو أذكي و أمكر مما تتوقع .يمتلك دهاءاً لا يملكه أحد لم يخسر معركة . أبداً . لقد كان شيئاً غير متوقعاً أن يأتي إلي عالمنا هذا لقد كان أية ... معجزة بكل المقاييس ... دائماً ما كان يمشي في الطرقات صامتاً كان حين يراه الناس يشيرون إليه و يقولون هذا هو القائد ...يرتدي زي العسكرية و يتحرك ببطئ ...لقد كان رائعاً . كان ملهماً . حين يراه الأطفال و بعد أن يرحل من شارعهم يصيحون لقد رأيناه لقد مر أمامنا إنه حقيقة و ليس وهماً إنه طبيعي مثلنا ..قوي و يبدو كملك يمشي في أرجاء مملكته ...يخلف وراءه الأعجاب و الإنبهار ... نكاد نلمسه... كان قريباً من الناس لحد أصابهم بالذهول و البكاء ليس فرحاً و ليس حزناً و إنما بهاءاً و جلالاً ...رأيته هذا اليوم حينما كان في نهاية الطريق توقف : سأنتصر ... أعدكم ... سأنتصر. و أبتسم .ثم نظر أمامه و توقف لحظة ..بدا أنه يريد أن يضبف شيئاً ...لكنه رحل . 
 قادهم للحرب و وصل إلي أرض المعركة ... توقف الجيش في الصحراء .الهواء يطير الرمال... الجو حار و العرق يعرقل التفكير في أمور كثيرة و لكن لا يعرقله عن شيئ . تقدم خطوتين إلي الأمام و أغمض عيناه رأي المعركة التي ستدور و أسترجع أرواح الأجداد  لقد خرجوا من مكانهم البعيد و ماضيهم المظلم جاؤوا ليغيروا الواقع الذي لا يريد إلا أن يكون ماحياً لكل إنجازات قائد قادنا إلي واقع أفضل أي أن واقعاً يريد أن يمحي واقعاً أخر ,واقع يريد محو نفسه فتنتهي الحياة... حامت الأرواح حوله شعر بهم و هم يقفون إلي جانبه... خفق قلبه بشده ,لم يكن يري سواها و في غياهب الرؤيا رأي آلامه التي عرف بأنه سيغادرها اليوم  ... ماذا يمكن أن يحدث ؟؟ أأموت؟؟ حسناً ...ماذا يمكن أن يحدث أكثر من ذلك .لا شيئ أكثر ... ثم أني وعدتهم بأن أنتصر ... سأقاتل لأقتل و في النهاية أنتصر .
لا تخف ستنتصر .
ستنتصر .
عم السكوت و الهدوء و توقف العدو حتي يري هذا القائد الذي يتحدثون عنه ... هذا هو ... قال أحدهم حين رآه : سنقتل جميعاً و سنهزم . و بكي الكثير . لكنهم أصروا أن ينالوا منه حتي يصمت الحاكون و تكف الأساطير عن الإسترسال .
قرع طبول العدو أفاقه من خياله ...فتح عينيه و لم ينظر خلفه و قال : سأموت الأن . كان صوته في أعلي ما يكون ...لم يرد أحد علي قوله فقال : حسناً سأقاتل وحدي ... حتي الموت.
تقدم أحد الجنود نحوه و قال : عددهم أكثر من خمسمائة ألف . 
-ثم ...
-أنا ... أخاف ...أنا خائف كلنا خائفون هنا . و أنت لا تخاف و لككنا ... لا قبل لنا بملاقاتهم . إنهم كثر. قائدي العظيم أعلم أنك أشجعنا و لكن نحن ... نحن ..نرفض تنفيذ الأوامر.
لم يرد . قتله فقط قبل أن ينطق بكلمة أخري .
 ضحك بشدة و قال : إنه الفراغ العملاااااااااااااااق . هههههههههههههههههههههه ... نظر إليهم و قال: السلام علي من إتبعني و السلام علي من لم يفعل و السلام علي .
ركض وحيداً ... دبيب خطواته يذكره بنفسه صغيراً ... أول معركة و أول إنتصار و أول إحتفال ...نظرات الناس له قبل المعركة و أمل الأطفال فيه ... دموع الأمهات التي ستموت حسرة علي أطفالها حين يموتون جوعاً أو يقتلون بعد الهزيمة و . أول مرة أراه يبكي .. ألقي بخوذته في الرمال . أخر ما أذكره أنه قال : سأنتصر .