الاثنين، 15 يوليو 2013

صفاء .

حالة صفاء .. اشعر ببطئ كل شيئ حولي نوع أخر من النعاس .. نعاس يجعلك تري كأن كل شيئ حولك مبتسم و سعيد ..خدر لذيذ و استرخاء لا يسمح بدخول اي شيئ غير صاف .. نفس عميق و اغماض للعينين و تنهيدة خفيفة و احساس بالدم يجري في عروقك الي ان يصل إلي اطرافك الباردة التي لا تتحرك .. و عقل لا يعج بالافكار الثقيلة .. لا يثقله سوي ذلك الخدر .. خدر الصفاء .. ارتقاء لدرجة الارتفاع فوق مستوي سطح الأرض لبضعة امتار .. و وصولا للسماء التي امست قريبة من يدي الباردة .. و بين ثناياها و اصابعها ينعم كل شيئ .. كل شيئ يصبح ناعماً ... و في تلك اللحظة أشعر بانفصالي عن الأرض .. و اتصالي بالكون .. اتصالي بالأنجم التي تحلق بعيداً عنكم الأن .

الجمعة، 12 يوليو 2013

إلي ...

الي المعذبين في أرض الله و المشردين.. إلي المتلطمين في ظلمات لن تنتهي إلا بنهايتهم.. ألي الهائمين في كون فسيح لا يتسع إلا لهمهم .. إلي أيقاع بطيئ حزين لا يزيد الجرح إلا تلويثاً ..و لا يرسل إلي النفس إلا مراسيل التفكر في الحال البائس .. إلي كل تلك الصور ... فلتنمحي من الحياة .. إلي الأبد

السبت، 29 يونيو 2013

بمقدار .

بمقدار سعادتي يتسع الكون و بمقدار إبتسامتي يصبح مبهماً و غير واضح أ حلو هو أم مر .. أ واسع أم ضيق ..و بمقدار ضحكتي يحلو .. و بمقدار ألمي ينغلق تماماً .. إلا فتحة تلوح من بعيد .. و لأنها بعيدة تبدو ضيقة .. و ربما لو خرجت تبدو أكبر مما تصورت .. لا أعرف ما اسمها لكني أعرف صاحبها .. و صاحبها هو صاحبي و ربي .

النعاس .

الشعور بالهدوء و بقلة التفاصيل و بخفوت الأضواء و ظهور لون واحد تختاره ليظهر أمام عينيك .. و صوت واحد تختاره ليتسلل إلي أذنيك .. و كلام واحد يمشي إلي عقلك في الظلام الذي لا تري فيه إلا لوناً قد إخترته .. إنه اختيار الحياة التي تتمثل في تلك اللحظة في عدم وجود الحياة .. و ذلك الشيئ البعيد المدعو الزمن يختفي تماماً و يذوب لتتخذ خواطرك مكانه و تصبح هي زمنك .. تنتهي فينتهي يومك و تبدأ فيبدأ..

ايها الملك .

أيها الملك .. أعلم أنك قد سمحت لي بالتحدث و أعلم أيضاً أنك تسمعني .. أعلم أنك تراني و أعلم أنك ترقبني أعلم بوجودك و أشعر به ..أشعر بك و بنورك أشعر برحمتك التي توسع في قلبي و أشعر بحنانك الذي ينحني له قلبي .. أشعر بقوتك التي يثور قلبي حين يراها يضطرب و يصبح غير منتظماً و مبعثراً في أرضك.. أشعر بحبك .. أتعلم أشعر بك حين  أتنهد و أغلق عيني و حين تدمع عيني أراك .. أراك في كل ما حولي و من حولي .. أراك حولي تحيطني و ترفع الأرض من تحتي و ترتقي بي إلي حيث لا أدري و أذوب في كون خلقته لمن هم مثلي و كون أخر خلقته لي أنا فقط .. توحد العوالم من أجلي و تجمع لي أفضل ما خلقت لتغمرني في شيئ لا أعرف اسماً له و لا توصيف .. أبدو فيه كالغريق لا أسمع شيئاً و فمي يمتلئ بهذا الشيئ الذي غمرتني فيه .. أرتعش لمجرد التفكير فيك و أبدو هزيلاً أمام شجرة بجانبي .. أبدو كقارورة فارغة حطمتها إطارات سيارة مرت منذ زمن بعيد .. هذا  الضوء الذي ينبع من مصباح بسبب زيت ناعم يكاد يضيئ .. هذا أنت .. أنت ذلك الجمال .. لا أنت أجمل من الجمال .. هذا البهاء الذي تضفيه كل تفصيلة فيك و في العالمين عليك يشعرني بحجمي .. أنت تعرف أن السماء قد استمدت منك الجلال و الأرض قد استقته .. أنظر إلي سمائك ... ما كل هذا ؟؟!! .. تغطيني بوشاح ازرق صاف و ترسل من خلاله رسائلك لي .. أريد شيئاً واحداً .. أريد ألا يبقي بيني و بينك وشاح .. أريد أن أري كيف بكائي حين أري من كان يحبني بحق .. أريد أن أري نفسي .. أريد أن أشعر بالموت الذي سيصل إلي حين أراك .. أريد أن أراك .. أريد أن أري من كان يحبني بحق .
وجهك ...
و صفاتك تتجسد أمامي ..
و رضا ..
فقط.
لا أريد الدنيا .. و ما فيها .. فقط أريد ذلك .
أنت تعلم أني أحبك ..و تعلم أني لا أفعل كثيراً بتلك الكلمة ..و لكن تعلم أني أحبك .
أفلاكك و أفلاكي لا يتقابلان كثيراً و لكنها حينما يتقابلان يتجانسان و ينصهران في بعضهما البعض .. أريد أن أراك لأشعر بالتجانس و ذلك الإنصهار الذي سيمتلك قلبي .. شيئ أخير أيها الملك .. أريدك أن تضحك لي ذات يوم و تقول : أشهدكم يا ملائكتي أني أحبه فأحبوه .

قد أطلت و لكني قد نفذ مني البصر و لا أريد أن تنفذ البصيرة .. و قبل الرحيل .. التحيات لك و الصلوات و الطيبات لك . أحبك أيها الملك .

السبت، 15 يونيو 2013

أنا .


أنا العاقل و المجنون
أنا الدوشة و السكون
أنا السجن و المسجون ..
أنا الأنا و المليون..
أنا الظلم و المظلوم
. أنا الغريب اللي مستغرب خياله
و انا الأب اللي مستحمل عياله
و الشهيد الي مش شايف جماله
و العقول اللي مش رافضه الحقيقة
و البيوت اللي مبنية في دقيقة و الشجون
أنا أشجان ثايرة جوه قلبي المرضان
و انا الفرحة اللي مش لاقية فرحان
شايفني و مش ونسان غير بصورة في خيالي
عارفني و مش جاهل غير بحلم في خيالي ..
خيالي ده الملك .
و أنا عبده ..
و صوتي ده كان في يوم مش عبده ..
و مافهمتش إيه أنا عايزه ولا إيه أنا فاقده.
غير إن أنا عبده .

إنه المجوف من داخلي و المليئ من الخارج

فقاعة كبيرة .

زحاااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااام ..... قلتها و أنا أصرخ في وجهي .. كلي يتكالب

 علي و الوسيلة المثلي لقتلي هي تهشيم جمجمتي المزدحمة بالأفكار

و في عالمي .. عالمي أنا فقط . أبدو إعصاراً ... أبدو ككل شيئ رأيته من قبل .. من

 الصخرة إلي الماء .. إلي البكاء و البسمة الناقصة


و لكن إطمئنوا سأموت في عالمي يوماً ما .. لن أزعج أحداً.


شكراً للمزيج من البشر الذين مروا علي

و سلام

علي قبل الرحيل .

الخميس، 6 يونيو 2013

مات حسن .

"قال ربي إني وهن العظم مني و أشتعل الرأس شيباً و لم أكن بدعائك ربي شقياً " كان صوت محمد رفعت يصدح في أرجاء البيت لا يقطعه سوي همهمات الطيور التي استيقظت من سباتها حتي تأتي بالطعام لعيالها ,الشمس تتخلل سماعات الراديو و تتسرب من السلك الحديدي الذي تم تركيبه حديثاً علي الشباك بعد معاناة من الذباب ...دبيب الأطفال في صالة البيت و أصواتهم و هم يتحركون جيئةً و ذهاباً ليحضروا حاجاتهم و يفعلوا ما يفعلون .و صوتها (جميلة) و هي تناولهم بعض أدواتهم و بعض أرغفة الخبز التي إمتلأت جبناً أبيضاً و جرجيراً فاحت رائحته النفاذة منها . كانت ترتدي جلباباً فضفاضاً و تضع منديلاً فوق رأسها أضفي عليها لمسة جمال ربة بيت في الستينيات ,تتحرك بسرعة حتي لايتأخر الصغار علي المدرسة , تفكر في كل شيئ ... البيت و مصاريفه و الأولاد و : هنعمل إيه بس أما العيال دي تبقي في ثانوي ولا تكبر شوية ..أما الواد دلوقتي عايز حتة صلصال و كراسة عشان يرسموا فيها مش قادرة أجيبهمله ,و لسة دروس و مصاريف و الواد عايز يتجوز و يييييييييه ...هه (تنهدت) و أعلنت عن أفكارها بكلمة واحدة :الحمد لله .
تذكرت كلمة أبيها : العيل بينزل برزقه يا بت ...ما تخافيش , ولادك دول هيبقوا أحسن ناس بعد كدة و مشيراً بسبابته إلي أعلي : و الله يا بنتي في حاجات كده ...تهدج صوته و دمعت عيناه . في حاجات كده بتحصل مع الواحد بيبقي يعني ...نفسه يقول لربنا ..يا رب .الحمد لله ... و الله يا بنتي ربنا ما بيسيب حد.
كانت تتأثر لتلك الكلمات و أحياناً تتذكر أباها و تقول : الله يرحمه ... كان طيب ...أوي .كما قالتها الآن.
-مالك يا امه ؟؟ّ!!
-يا نهار إسود ... قهوة أبوك.. أوعي من سكتي يا واد
ضحك الصغير .
رجعت له : الحمد لله لحقتها قبل ما تفور حاكم أبوك يحبها بوش .ابتسمت بسخرية :صاحب مزاج طول عمره .
-أنا نازل يا امه ..عايزة حاجة و أنا جي؟؟
-استني يلا أبوك يصحي عشان يديك المصروف إنت و أخوك . كانت مبتسمة ...ملست علي شعره و لثمته : حبيب أمك إنت . كانت تجثو علي ركبتيها , إحتضنها بيديه و أنامله الصغيرة ...داعبت بطنه بأصابعها فأخذ يضحك مظهراً أسناناً صغيرة ... ضحكته لا تراها إلا و قد أحببتها
: يللا بقه عشان أصحي أبوك .
-حسن!!
-بس يا ولا عيب تقول كده ...قالتها مقطبة جبينها و مبتسمة في إستغراب . استني يا علي زي ما قولتك عشان أجيب لك مصروفك إنت و أخوك .
-ماشي ... أنا قاعد أهو
في حجرة النوم كان حسن يرقد في سبات عميق كشجرة في غابة إستقرت بعد قطعها ...سرير متواضع و جو روحاني ملهم , دخلت و في يدها فنجان القهوة الساخن الذي إمتلأ عن آخره حيث رأت علي الشباك حمامة تقف. الحمام خير و بركة من عند ربنا يا جميلة هكذا كانت تقول جدتها .
-طب خير خير . الحمد لله .
أقتربت من زوجها النائم .ببطئ. و بصوت خافت و جاد :
-حسن...
-............
-إنت يا عم إنت
-............
-يا .. حسن
و ضعت كوب القهوة علي ذلك الدولاب الصغير الذي يطلق عليه الناس إسم كومودينو ..إستقرت عليه زجاجة مياه نصف ممتلئة , كان متسخاً بعض الشيئ أطرقت بوجهها ناحيته ثم عادت لإيقاظ حسن .
-يا عم قوم بقه ..قالتها و هي تهز كتفه . يادي النيلة ..طب قل لي الفلوس فين عشان أدي العيال المصروف .
-...........
-يا حسن قوم بقة الله يكرمك . قالتها راجية أن يقوم من ذلك الخدر .
-ماما يلله عشان إتأخرنا .
-ماشي يا أبني بس لما أبوك يصحي بس ... إنت ما تعرفش بيحط الفلوس اللي بيديكوا منها فين ؟؟
لم يأت رد .
-يبقي ماتعرفش .
عادت فأمسكت بيد حسن .. : يا حبيبي إصحي بقه العيال عايزة ت... ما هذا يده بارده كألواح ثلج !!
-حسن ... أبوس إيدك ما تعملش الحركات دي . تكاد تبكي. بل لقد بكت بالفعل .
حسن ... و النبي قوم ..طب عشان خاطري .
تحسست معصمه و فعلت كما تراهم يفعلون ..لم تشعر بشيئ ..ربما لأني متوترة لا أشعر عادت مرة أخري .قلبته في سريره فصارت عيناه في عينيها : حسن ... طب بص مش هاخد منك مصروف للعيال طيب ... طب بص أنا جبتلك قهوة بوش اللي إنت بتحبها ...يا حسن . صرخت و هي تبكي : حسسسسن . قوم يا سندي . قوم .جثمت علي يديه تقبلها و سقطت لا إرادياً من السرير .هرع الصغير إلي الغرفة فوجدها علي تلك الحالة ركض ليري ما قد حدث .. أسقط فنجان القهوة من دون قصد : أبويا ... أبه . في ايه يا أمه ؟؟!! كان مرتعداً إلي أقصي حد : ايه اللي حصل ..؟؟!!
إنه الأنهيار هذه المرة ... إنه توقف الحياة التي دامت لسنين ...إغماض العينين و الدخول في غياهب الأسود اللامع و دق الطبول و الموسيقي الحزينة و رائحته التي رافقتها في حياتها و ملمس يده التي كانت تدفئها في أعتي ليالي البرد و تشعرها بالأمان ... إنها ملابسه التي لازالت متسخة و ملابسه النظيفة إنها الساعة الرابعة و النصف التي كان يدخل فيها البيت إنها خضروات أتي بها و لم تعجبها و تذمرت ... إنها مشادات دارت بينهما في يوم من الأيام ... إنها ضحكته العالية و هي تتكأ برأسها علي صدره بالليل و هم يشاهدون التلفاز و يتسامرو مع الأولاد و يأكلون المسليات و البطيخ . إنها كلمة إزيك يا جميلة مع إبتسامة تنسي بها مشاكلها ...إنها شكوي من زملاء العمل كان يحكيها لها و تقول له : أنت الغلطان يا حسن . إنه اسمه الذي كلما سمعته تذكرته . إنها فرحتها يوم الفرح و يوم أتي الواد البكري و الواد التاني ...إنها لحظة تسميتهم للأولاد معاً ...إنها نقود وقعت منه ذات مرة في الصالة و أرجعتها له ... إنه المصروف ... إنه تحملها لكل شيئ ما دام بجانبها و يحرسها ... إنها أحاسيسها المخطلتة : الأمان و الحب و ما بينهما من أحاسيس .
إنها حياتها ...
التي ماتت هذا الصباح.
-يعني كده بابا مش هيرجع تاني ؟؟!!
-............
-امه ....
-نعم يا إبني ... مات أبوك ... أبوك مات ... جوزي مات ...مات قبل ما يشرب قهوته و يقول لي تسلم إيدك و يسلم عليا و هو ماشي رايح ورشته . مات كده ..من غير إحم ولا دستور ..كان صوتها يعلو تدريجياً ... مااااااااااااات .
يا رب ....................
كانت آخر ما تقول قبل أن يغشي عليها . ولا تسمع نحيب الأطفال عليها و علي أبيهم ... حسن .مات .
و إختتم الشيخ رفعت : و سلام علي يوم ولدت و يوم أموت و يوم أبعث حياً .





الجمعة، 31 مايو 2013

القائد .

كان من المحاربين القدامي ... قالوا هو أذكي و أمكر مما تتوقع .يمتلك دهاءاً لا يملكه أحد لم يخسر معركة . أبداً . لقد كان شيئاً غير متوقعاً أن يأتي إلي عالمنا هذا لقد كان أية ... معجزة بكل المقاييس ... دائماً ما كان يمشي في الطرقات صامتاً كان حين يراه الناس يشيرون إليه و يقولون هذا هو القائد ...يرتدي زي العسكرية و يتحرك ببطئ ...لقد كان رائعاً . كان ملهماً . حين يراه الأطفال و بعد أن يرحل من شارعهم يصيحون لقد رأيناه لقد مر أمامنا إنه حقيقة و ليس وهماً إنه طبيعي مثلنا ..قوي و يبدو كملك يمشي في أرجاء مملكته ...يخلف وراءه الأعجاب و الإنبهار ... نكاد نلمسه... كان قريباً من الناس لحد أصابهم بالذهول و البكاء ليس فرحاً و ليس حزناً و إنما بهاءاً و جلالاً ...رأيته هذا اليوم حينما كان في نهاية الطريق توقف : سأنتصر ... أعدكم ... سأنتصر. و أبتسم .ثم نظر أمامه و توقف لحظة ..بدا أنه يريد أن يضبف شيئاً ...لكنه رحل . 
 قادهم للحرب و وصل إلي أرض المعركة ... توقف الجيش في الصحراء .الهواء يطير الرمال... الجو حار و العرق يعرقل التفكير في أمور كثيرة و لكن لا يعرقله عن شيئ . تقدم خطوتين إلي الأمام و أغمض عيناه رأي المعركة التي ستدور و أسترجع أرواح الأجداد  لقد خرجوا من مكانهم البعيد و ماضيهم المظلم جاؤوا ليغيروا الواقع الذي لا يريد إلا أن يكون ماحياً لكل إنجازات قائد قادنا إلي واقع أفضل أي أن واقعاً يريد أن يمحي واقعاً أخر ,واقع يريد محو نفسه فتنتهي الحياة... حامت الأرواح حوله شعر بهم و هم يقفون إلي جانبه... خفق قلبه بشده ,لم يكن يري سواها و في غياهب الرؤيا رأي آلامه التي عرف بأنه سيغادرها اليوم  ... ماذا يمكن أن يحدث ؟؟ أأموت؟؟ حسناً ...ماذا يمكن أن يحدث أكثر من ذلك .لا شيئ أكثر ... ثم أني وعدتهم بأن أنتصر ... سأقاتل لأقتل و في النهاية أنتصر .
لا تخف ستنتصر .
ستنتصر .
عم السكوت و الهدوء و توقف العدو حتي يري هذا القائد الذي يتحدثون عنه ... هذا هو ... قال أحدهم حين رآه : سنقتل جميعاً و سنهزم . و بكي الكثير . لكنهم أصروا أن ينالوا منه حتي يصمت الحاكون و تكف الأساطير عن الإسترسال .
قرع طبول العدو أفاقه من خياله ...فتح عينيه و لم ينظر خلفه و قال : سأموت الأن . كان صوته في أعلي ما يكون ...لم يرد أحد علي قوله فقال : حسناً سأقاتل وحدي ... حتي الموت.
تقدم أحد الجنود نحوه و قال : عددهم أكثر من خمسمائة ألف . 
-ثم ...
-أنا ... أخاف ...أنا خائف كلنا خائفون هنا . و أنت لا تخاف و لككنا ... لا قبل لنا بملاقاتهم . إنهم كثر. قائدي العظيم أعلم أنك أشجعنا و لكن نحن ... نحن ..نرفض تنفيذ الأوامر.
لم يرد . قتله فقط قبل أن ينطق بكلمة أخري .
 ضحك بشدة و قال : إنه الفراغ العملاااااااااااااااق . هههههههههههههههههههههه ... نظر إليهم و قال: السلام علي من إتبعني و السلام علي من لم يفعل و السلام علي .
ركض وحيداً ... دبيب خطواته يذكره بنفسه صغيراً ... أول معركة و أول إنتصار و أول إحتفال ...نظرات الناس له قبل المعركة و أمل الأطفال فيه ... دموع الأمهات التي ستموت حسرة علي أطفالها حين يموتون جوعاً أو يقتلون بعد الهزيمة و . أول مرة أراه يبكي .. ألقي بخوذته في الرمال . أخر ما أذكره أنه قال : سأنتصر .

السبت، 13 أبريل 2013

رحيل .

سأذكر دوماً يوم الرحيل 
و ألم الرحيل
و ليل الرحيل
سأفتقد سر الحياة الجميل
سألمس جرحاً كان انفتح
و اشعر بالنقح وقت الأصيل
و اشهد ان الجروح تسيل
و اهجر روحاً تريد السلام
و البس لوناً يثير الشليل
وابكي فراقك يا ملهمي
لأنك قد كنت (( انا المستقيل))

الخميس، 11 أبريل 2013

تودد .



تتجلى عظمة الخالق.. في الحديث القدسي الشريف
قال ...سبحانه وتعالى:
( يا إبن آدم جعلتك في بطن أمك .. و غشيت وجهك بغشاء لئلا تنفر من الرحم ..
و جعلت وجهك إلى ظهر أمك لئلا تؤذيك رائحة الطعام ..
...و جعلت لك متكأ عن يمينك و متكأ عن شمالك
فأما الذي عن يمينك فالكبد .. و أما الذي عن شمالك فالطحال ..
و علمتك القيام و القعود في بطن أمك .. فهل يقدر على ذلك غيري ؟؟
فلما أن تمّت مدتك..
و أوحيت إلى الملك بالأرحام أن يخرجك فأخرجك على ريشة من جناحه..
لا لك سن تقطع ... و لا يد تبطش...
و لا قدم تسعى .. فأنبعث لك عرقين رقيقين في صدر أمك يجريان لبنا خالصا..
حار في الشتاء و باردا في الصيف .. و ألقيت محبتك في قلب أبويك..
فلا يشبعان حتى تشبع ... و لا يرقدان حتى ترقد ..
فلما قوي ظهرك و أشتد أزرك .
بارزتني بالمعاصي في خلواتك ..
(.. و لم تستحي مني .. و مع هذا إن دعوتني أجبتك ..)
(.. و إن سألتني أعطيتك.. و إن تبت إليّ قبلتك ..)

الثلاثاء، 9 أبريل 2013

الي صديقي .



 كنت اجلس فالظلام ...لا يشقه سوي النار المشتعلة في اغصان الشجر ...اجلس علي جزع شجرة كبير و خشن...اطرقت بوجهي بعيداً ...و قلت دون ان احركه : اتعرف ...احياناً افكر فيك...لا اعرف كيف و لا اعرف لماذا و لكنالذي اعرفه هو انه اذا كان هناك شخص يعزف علي اوتار قلبي فأنت اوتار قلبي ...و ان كنت قد داعبتني رائحة من احب فأنت حاسة شمي ....(الامس الهواء كأني امسحه بكفي)...واقول:ناعم هذا الهواء و ما كنت لأدرك نعومته لولاك...(انظر اليك دون ان ابتسم):ان كنت اشعر بشيئ فهذا انت الذي جعلتني اشعر .(ابتسم )و تنطفيئ النار تدريجيا) 


الي صديقي : مارك عادل .

Contact .

enjoy everything ...keep moving with the universe ...feel yourself managing the earth and inspiring it with your feet on the ground...and then it responds ...sending out breeze...and helping you to be inspired once more...melt with your imagination all boundaries ... breathe a big one ...feel your heart beats and then ...listen to the music composed by the universe ...see the earth fly away and you...fly with it

الجمعة، 5 أبريل 2013

الهام .

تلك اللحظة التي يتوقف فيها كل شيئ و تري اشياءً غير التي تراها تذوب الحدود و محلها افكار ترتسم علي الجدران. تغير لونها و تبدل كل تفصيلة فيها الي تفصيلة اخري .لا ...لا يوجد حدود ولا جدران.فقط هي افكار تحيط بك .تسرح ببصرك بعيداً و تثبت عيناك في مكان ما....تسافر الي بلاد اخري و تعبر انهار الخيال في قارب خشبي ...القمر ينيره و تبدو فيه كتلة سوداء لا تري ...الهدوء يحيط بك من كل اتجاه...و يفسح لك المجال لتتقدم...تتقدم بسرعة الضوء و ترجع ملايين السنين الي الوراء .تجد كائنات مختلفة و تصادف اناساً مختلفين .تسير في الطرقات و تسمع اشعارهم و موسيقاهم و تلمس ارضهم الصلبة الصخرية بقدميك العاريتين .تبتسم في وجوههم الكادحة و تهبط الي وديانهم حيث يعملون و يزرعون و يحصدون و يأكلون و يتسامرون و يشعلون النيران ...لا احد هنا يهتم بك او حتي يلتفت اليك...تتركهم و تذهب الي الشاطئ حيث قاربك الخشبي ...تشده شدأ الي الماء و تقفز فيه ...مازلت في غياهب الهدوء .يأتي الفجر و تأتي معه همهمات من بعيد تدل ان بشراً هنا ...تتلاشي الحياة تدريجياً و يجف البحر و يختفي القارب و تظهر الأنوار و تنشق الأرض الي لا شيئ ثم تعود غير الذي كانت عليه و ترتفع الجدران المصمتة مرة أخري و تدخل عالماً رتيباً معهودأ تعرفه جيداً ...لقد كان كل هذا لحظة في حياتك ...لحظة شردت فيها . انها لحظة الالهام .

لا تدعها من فضلك... 

الخميس، 4 أبريل 2013

الجمال .

 ليس المبدع من اتي الجمال فقال هذا جميل و انما من اتي القبح


 و قال هذا اجمل . 


ليس الجمال في الأشياء و انما الجمال في من يري الأشياء

 .الجمال هو سر من اسرار الله اودعه في قلبك و روحك.هو جزء من

 روح الله التي نفخها فيك قبل ان تخشي عينك ضوء الكون المترامي 

الأطراف هذا .

الاثنين، 1 أبريل 2013

يوم عاجز .


الملل لن يدعك الا اذا تفكرت فيه و طرقت ابواب التأمل و دلفت 

حجرات التفلسف ...و ان كنت مخطئاً 



فهذا كفيل بأن يدعك تتأمل في خطأك ولا تتركه حتي تظفر بالصواب 

...فاذا ظفرت به فتأمله جيداً 



لعلك تطوره ...و اذا طورته تكون قد فرغت من الافكار و الجهد فتعود 

للملل مرة اخري...ثم لا شيئ 



سوي الا تجد شيئاً تفعله ...و في اغلب الأحيان ستخطئ او تعصي 

...ثم تعود للملل مرة اخري.



تروح في غياهب الخدر النفسي و تخترق بعقلك كل الحواجز لفترة 


قصيرة لا تتعدي الخمسة عشرة 



دقيقة علي اقصي تقدير.و هذا يعد تأملاً .



الي ان يأتي شخص من هنا او من هناك و يلقي عليك السلام 

فتترك عالمك الذي اتيت منه و تدخل 


عالمه ...تعزف موسيقاه و تتغني معه فتسري بينكما شحنات لا 

تدري من اين جاءت و لكنها جاءت 


اخيراً تمثلان الوجود البشري و عندما تراه تنفصل عن كل شيئ ...و 

تلتقيان فتصبحان واحداً ...و هذا 


يعد حباً...تتركه رغماً عنك لأنك قد تأخرت علي كوكبك ...فيعود 

الملل من جديد.

الثلاثاء، 19 مارس 2013

تنهيدة حائرة .


هه...اتنهد.
كان المكان خشبياً مظلماً...لا اري شيئاً.
امشي بحذر...يأز الخشب من تحتي و يتألم من الضغط عليه بحذائي الكبير ...يصدر انيناً من بين شقوقه...يبعث روائحا تخمرت و تجمعت هنا منذ زمن بعيد...مزيج من رائحة الجلد الجديد و المازوت...غريبةٌ و لكني لا اتأفف منها ,صوته عال حقاً, اكاد لا اسمع صوتاً غيره.
المكان واسع ,اعلم هذا,متسخ قليلاً,بارد,يلسعني الهواء.
هناك,كان صوتا قادماً من بعيد,بيني و بينه الكثير ؟!لا اعلم اين هو .
سأعرف بعد ذلك ... ان اردت.
توقفت أتأمل الفراغ.
سكون تام...توقف كل شيئ عن العمل سوي عقلي المتأمل.
صرير بالخارج.
تتحرك عقارب الساعة ,اسمعها جيدا.
ركزت قليلاً...أتأمل...شعرت بالدوار...يخرجني من تأملي.
ماذا أتأمل؟ لا اعرف.
حاولت العودة مرة اخري لتأملي ,لم استطع ذلك.
ملل,احاط بي من كل جانب و حاصرني.
ترجلت ثانية في المكان.اتحسس طريقي الذي لا اعرفه.أحاول الوصول الي مفتاح النور...بلا جدوي.
أنين الخشب...رائحة مكتومة و مازوت...ساعة...صوت قادم من بعيد لا اعرف من اين...الجو بارد ...لامست اناملي الباردة الحائط الخشبي الرطب.
صقيع قد دب في جسدي.
استفزني هذا الصوت...تبعته.
يتضح تدريجياً... شيئاً فشيئاً.
يعلو الأزيز و الصويت الغريب.
انا خائف.
راودتني نفسي للخروج: اخرج من هنا ايها الشريد لن تصل.
يتهدج الصوت...صوت نفسي و صوت كل شيئ حولي.
لعابي ينحسر من فمي.
و يتراع كل شيئ في عن مواقعه و وظائفه.
ماذا يحدث؟
صدري يعلو و يهبط.اكاد ابكي.
عادت نفسي مختنقة الصوت:اهرب بس....
سمعت شيئاً يصفق,نباح الكلاب قد دخل المنظومة.
تتعارك الكلاب في الخارج.
دوار ,رغبة في القيئ...
رأسي يلف لا إرادياً...يتمايل.
هناك شيئ يصفق... ما هذا؟,يداي ترتعشان بشدة.
حاولت الخروج من غياهب الخوف...
اتضح الصوت مرة اخري,كان جلياً هذه المرة .
تعرقلت في كيس كان ملقي علي الأرض.
ضربت بجسمي ارضاً خشبيةً متهالكة.
تألمت و اصبت بالصداع الي جانب الدوار.
المكان متسخ هنا حقاً,نفضت ملابسي.انتابني السعال.
اقتربت من الصوت كثيراً. اكاد المسه...حركت يدي فارتطمت بباب خشبي...صوت الخشب امتزج بالصوت الغريب الذي توقف للحظة بعد الارتطام.
ثم عاد.
يهفو.
سمعت وقع اقدام خلفي ...علا كل شيئ مرة اخري.
فقدت القدرة علي السمع...كنت خائفاً الي حد عظيم.
حتي الصوت الغريب للا اسمعه ...لم اجده.
دقات قلبي و صوت انفاسي فقط يملأان المكان ...متناغمين و متنافرين.
عادت نفسي:
اهرب ...ستموت.
كانت تبكي و تنهج بصعوبة...تتنهد.
لم اعد اشعر بشيئ, كل ما حولي اصبح فراغاً مظلماً,مؤلماً,خافتاً.
كل الأصوات تهبط فجأة,عيني اغمضتا لا شعورياً...
ارتميت جثة هامدة علي الأرض.
علا الصوت الغريب اثناء انحداري اليها...
سمعت ضحكات خلفي.
ضحكات...كانت أخر ما سمعت.
ادركت انني كنت اموت.
يعلو الضحك و يستمر الصوت في العلو.
ضحكات اصدقائي... اعدائي...من يكرهوني و من يحبوني...اهلي...
تهاويت.لم اصل الي الأرض.
قال لي احد الذين كانو يضحكون ...ذات يوم,بعد ان ابتسم و ابتسمت:بحبك ...اذكره جيداً.
تذكرتها و ظلت تدور في الفراغ,تتردد و تتكرر.
ضحك لي أخر.زجرني احدهم...ضربني احدهم.جعلني افقد عقلي ... احدهم...و ابتسمت لأحدهم....
كنت اتهاوي. انغمست في الظلام و تذكرت ما كتبت و ما سمعت من موسيقي و كل شيئ كنت افعله.
كنت احب الجميع.لم اكره احداً قط.
كنت اجري و اركض و العب و اضحك...الوداع تركته لكل من اهديته شيئاً ذات يوم.
الوداع يا امي...يا ابي...يا اختي...يا اخي الذي لم تلده امي كما كنت اقول له احياناً...الوداع يا مدرستي.
الوداع يا ملابسي...الوداع يا ذاكرتي التي لطالما تعبتني...الوداع يا صديقي الذي كنت أأمل ان يحبوني كما احبهم.
و كل من كان يشغل حيزاً في قلبي.
هه...اتنهد.
ستذكروني؟
هه...لا اعرف.
سأشتق لكم...
هل ستبكون لفراقي؟
تضحكون في الصباح ثم تعودون لتتذكروني في المساء و قبل النوم؟
هه...لا اعرف ايضاً.
سأذكركم.
لن انساكم ابداً.
الي عالم أخر.الي اللا نهائية و ما بعدها.
هه...اتنهد.
يصرخ الكلارينت.
سأنقطع عن استماعه...لا اعرف الي متي.
سلام يا مخلص.
سلام يا كائن.
سلام يا Beto.
سلام يا عبدالرحمن.
سلام يا انسان.
سلام يا ابوالفتوح.
سلام يا حمزاوي.
سلام.
"......"
علا الصوت و حددته جيداً و لكني كنت قد فنيت قبل ان اعرف ما كان هذا .
ما كان هذا؟.
عبدالرحمن....
قطع الصوت الصمت.
يا ابني قوم ...اخلص.
فتحت عيني.
وجدتني في غرفتي, سألت نفسي:ما المعني؟لم اكن افهم شيئاً,أكان هذا حلماً أم واقعاً؟ ظللت في شرودي...ذهبت لأشرب الماء.
شربت.
هل كان حلماً ام هي الذكري و الذاكرة تجلب لي المزيد من الأسي؟؟.
تساوي كل شيئ..الواقع و الحلم.
انتهي.
              ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ملحوظة: كل هذا الكلام من تأليفي و هو ايضاً لا يعبر الي حد كبير عن حالتي النفسية ...أو العضوية..أرهاصات..مجرد أرهاصات.
الصديقين مش لازم حد يعرفهم المهم انا عارفهم و اللي عايز يحط نفسه في الخانة دي يحط.
أعتذر عن الهبل ده و شكراً .