الجمعة، 5 أبريل 2013

الهام .

تلك اللحظة التي يتوقف فيها كل شيئ و تري اشياءً غير التي تراها تذوب الحدود و محلها افكار ترتسم علي الجدران. تغير لونها و تبدل كل تفصيلة فيها الي تفصيلة اخري .لا ...لا يوجد حدود ولا جدران.فقط هي افكار تحيط بك .تسرح ببصرك بعيداً و تثبت عيناك في مكان ما....تسافر الي بلاد اخري و تعبر انهار الخيال في قارب خشبي ...القمر ينيره و تبدو فيه كتلة سوداء لا تري ...الهدوء يحيط بك من كل اتجاه...و يفسح لك المجال لتتقدم...تتقدم بسرعة الضوء و ترجع ملايين السنين الي الوراء .تجد كائنات مختلفة و تصادف اناساً مختلفين .تسير في الطرقات و تسمع اشعارهم و موسيقاهم و تلمس ارضهم الصلبة الصخرية بقدميك العاريتين .تبتسم في وجوههم الكادحة و تهبط الي وديانهم حيث يعملون و يزرعون و يحصدون و يأكلون و يتسامرون و يشعلون النيران ...لا احد هنا يهتم بك او حتي يلتفت اليك...تتركهم و تذهب الي الشاطئ حيث قاربك الخشبي ...تشده شدأ الي الماء و تقفز فيه ...مازلت في غياهب الهدوء .يأتي الفجر و تأتي معه همهمات من بعيد تدل ان بشراً هنا ...تتلاشي الحياة تدريجياً و يجف البحر و يختفي القارب و تظهر الأنوار و تنشق الأرض الي لا شيئ ثم تعود غير الذي كانت عليه و ترتفع الجدران المصمتة مرة أخري و تدخل عالماً رتيباً معهودأ تعرفه جيداً ...لقد كان كل هذا لحظة في حياتك ...لحظة شردت فيها . انها لحظة الالهام .

لا تدعها من فضلك... 

هناك 4 تعليقات:

  1. رائع حدااا.. اسلوب رائع.. لغه عربيه رائعه.. كلام رائع.. من افضل لحظات الالهام اللى جاتلك.. (Y)

    ردحذف
  2. أكثر بكثير من رائع .... بل هذا الاكثر بكثير من رائع أيضا قليل عليك ;)

    ردحذف