الثلاثاء، 19 مارس 2013

تنهيدة حائرة .


هه...اتنهد.
كان المكان خشبياً مظلماً...لا اري شيئاً.
امشي بحذر...يأز الخشب من تحتي و يتألم من الضغط عليه بحذائي الكبير ...يصدر انيناً من بين شقوقه...يبعث روائحا تخمرت و تجمعت هنا منذ زمن بعيد...مزيج من رائحة الجلد الجديد و المازوت...غريبةٌ و لكني لا اتأفف منها ,صوته عال حقاً, اكاد لا اسمع صوتاً غيره.
المكان واسع ,اعلم هذا,متسخ قليلاً,بارد,يلسعني الهواء.
هناك,كان صوتا قادماً من بعيد,بيني و بينه الكثير ؟!لا اعلم اين هو .
سأعرف بعد ذلك ... ان اردت.
توقفت أتأمل الفراغ.
سكون تام...توقف كل شيئ عن العمل سوي عقلي المتأمل.
صرير بالخارج.
تتحرك عقارب الساعة ,اسمعها جيدا.
ركزت قليلاً...أتأمل...شعرت بالدوار...يخرجني من تأملي.
ماذا أتأمل؟ لا اعرف.
حاولت العودة مرة اخري لتأملي ,لم استطع ذلك.
ملل,احاط بي من كل جانب و حاصرني.
ترجلت ثانية في المكان.اتحسس طريقي الذي لا اعرفه.أحاول الوصول الي مفتاح النور...بلا جدوي.
أنين الخشب...رائحة مكتومة و مازوت...ساعة...صوت قادم من بعيد لا اعرف من اين...الجو بارد ...لامست اناملي الباردة الحائط الخشبي الرطب.
صقيع قد دب في جسدي.
استفزني هذا الصوت...تبعته.
يتضح تدريجياً... شيئاً فشيئاً.
يعلو الأزيز و الصويت الغريب.
انا خائف.
راودتني نفسي للخروج: اخرج من هنا ايها الشريد لن تصل.
يتهدج الصوت...صوت نفسي و صوت كل شيئ حولي.
لعابي ينحسر من فمي.
و يتراع كل شيئ في عن مواقعه و وظائفه.
ماذا يحدث؟
صدري يعلو و يهبط.اكاد ابكي.
عادت نفسي مختنقة الصوت:اهرب بس....
سمعت شيئاً يصفق,نباح الكلاب قد دخل المنظومة.
تتعارك الكلاب في الخارج.
دوار ,رغبة في القيئ...
رأسي يلف لا إرادياً...يتمايل.
هناك شيئ يصفق... ما هذا؟,يداي ترتعشان بشدة.
حاولت الخروج من غياهب الخوف...
اتضح الصوت مرة اخري,كان جلياً هذه المرة .
تعرقلت في كيس كان ملقي علي الأرض.
ضربت بجسمي ارضاً خشبيةً متهالكة.
تألمت و اصبت بالصداع الي جانب الدوار.
المكان متسخ هنا حقاً,نفضت ملابسي.انتابني السعال.
اقتربت من الصوت كثيراً. اكاد المسه...حركت يدي فارتطمت بباب خشبي...صوت الخشب امتزج بالصوت الغريب الذي توقف للحظة بعد الارتطام.
ثم عاد.
يهفو.
سمعت وقع اقدام خلفي ...علا كل شيئ مرة اخري.
فقدت القدرة علي السمع...كنت خائفاً الي حد عظيم.
حتي الصوت الغريب للا اسمعه ...لم اجده.
دقات قلبي و صوت انفاسي فقط يملأان المكان ...متناغمين و متنافرين.
عادت نفسي:
اهرب ...ستموت.
كانت تبكي و تنهج بصعوبة...تتنهد.
لم اعد اشعر بشيئ, كل ما حولي اصبح فراغاً مظلماً,مؤلماً,خافتاً.
كل الأصوات تهبط فجأة,عيني اغمضتا لا شعورياً...
ارتميت جثة هامدة علي الأرض.
علا الصوت الغريب اثناء انحداري اليها...
سمعت ضحكات خلفي.
ضحكات...كانت أخر ما سمعت.
ادركت انني كنت اموت.
يعلو الضحك و يستمر الصوت في العلو.
ضحكات اصدقائي... اعدائي...من يكرهوني و من يحبوني...اهلي...
تهاويت.لم اصل الي الأرض.
قال لي احد الذين كانو يضحكون ...ذات يوم,بعد ان ابتسم و ابتسمت:بحبك ...اذكره جيداً.
تذكرتها و ظلت تدور في الفراغ,تتردد و تتكرر.
ضحك لي أخر.زجرني احدهم...ضربني احدهم.جعلني افقد عقلي ... احدهم...و ابتسمت لأحدهم....
كنت اتهاوي. انغمست في الظلام و تذكرت ما كتبت و ما سمعت من موسيقي و كل شيئ كنت افعله.
كنت احب الجميع.لم اكره احداً قط.
كنت اجري و اركض و العب و اضحك...الوداع تركته لكل من اهديته شيئاً ذات يوم.
الوداع يا امي...يا ابي...يا اختي...يا اخي الذي لم تلده امي كما كنت اقول له احياناً...الوداع يا مدرستي.
الوداع يا ملابسي...الوداع يا ذاكرتي التي لطالما تعبتني...الوداع يا صديقي الذي كنت أأمل ان يحبوني كما احبهم.
و كل من كان يشغل حيزاً في قلبي.
هه...اتنهد.
ستذكروني؟
هه...لا اعرف.
سأشتق لكم...
هل ستبكون لفراقي؟
تضحكون في الصباح ثم تعودون لتتذكروني في المساء و قبل النوم؟
هه...لا اعرف ايضاً.
سأذكركم.
لن انساكم ابداً.
الي عالم أخر.الي اللا نهائية و ما بعدها.
هه...اتنهد.
يصرخ الكلارينت.
سأنقطع عن استماعه...لا اعرف الي متي.
سلام يا مخلص.
سلام يا كائن.
سلام يا Beto.
سلام يا عبدالرحمن.
سلام يا انسان.
سلام يا ابوالفتوح.
سلام يا حمزاوي.
سلام.
"......"
علا الصوت و حددته جيداً و لكني كنت قد فنيت قبل ان اعرف ما كان هذا .
ما كان هذا؟.
عبدالرحمن....
قطع الصوت الصمت.
يا ابني قوم ...اخلص.
فتحت عيني.
وجدتني في غرفتي, سألت نفسي:ما المعني؟لم اكن افهم شيئاً,أكان هذا حلماً أم واقعاً؟ ظللت في شرودي...ذهبت لأشرب الماء.
شربت.
هل كان حلماً ام هي الذكري و الذاكرة تجلب لي المزيد من الأسي؟؟.
تساوي كل شيئ..الواقع و الحلم.
انتهي.
              ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ملحوظة: كل هذا الكلام من تأليفي و هو ايضاً لا يعبر الي حد كبير عن حالتي النفسية ...أو العضوية..أرهاصات..مجرد أرهاصات.
الصديقين مش لازم حد يعرفهم المهم انا عارفهم و اللي عايز يحط نفسه في الخانة دي يحط.
أعتذر عن الهبل ده و شكراً .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق